قرية سيدي مدين السّاحرة
تقع قرية سيدي مدين وراء جبل زغوان على بعد 8 كلم من قرية بئر حليمة، وهي توجد على الحدّ الجنوبي من مركز الولاية. يعود الوجود البشري بقرية سيدي مدين إلى فترة عصور ما قبل التّاريخ، لذلك أُعتبرت من أهمّ المواقع الأثريّة بجهة زغوان، حيث تمّ اكتشاف عدّة مدافن في شكل حجارة مكدّسة على شكل دائري قرب القرية إلى جانب المدافن الأخرى بجبل سيدي زيد، وهي مدافن منقورة في الصّخر على شكل بيوت، وهي تعود تقريبا إلى أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، تحديدا قبل وصول الفينيقيين الأوائل إلى شواطئ البلاد التّونسيّة، إلى جانب العثور على مجموعة من الأدوات الحجريّة التي تعود إلى العصر الحجري أي قبل أكثر من 100 ألف سنة، بمنطقة سيدي مسعود
وغير بعيد عن مركز هذه المنطقة، أي 1,5 كلم، بمحاذاة الطّريق، يوجد معبدان لرجلا دين. وهي دلالة على الحضور الرّوماني في هذه القرية خاصّة وبزغوان عامّة، إلى جانب وجود ضريحان عظيمان خاصّان ببعض الأشخاص ربّما هم من أسياد أو أثرياء الرّومان وهما عبارة عن معلمان دالان على أنّ هذا المكان كان مأهولا بالسكّان منذ عصور قديمة.
ثمّ إنّ التّسمية القديمة لا تزال مجهولة. أمّا تسمية سيدي مدين، فهي تعود إلى رجل صالح يسمّى مدين وهي تسمية حديثة نسبيّا إذا ما قارنّاه بالتّسمية الأصل الموجودة وهي "بيت قصر بدر" إلى جانب القرية البربريّة الموجودة على سفح الجبل وهب دلالة على تعاقب الحضارات على هذه القرية لأميّة موقعها الطّبيعي والاستراتيجي الذي يمتاز بالوعورة مثل "كاف المناشير" ربّما لغرض الحماية من الأعداء وصدّهم لضمان البقاء. ومن خاصياتها أيضا، أنّها قادرة على جلب السيّاح إذا ما تمّ توظيفها التّوظيف الأمثل لما تحتويه من مناظر طبيعيّة وخصائص معماريّة لها أبعاد تاريخيّة وبيئيّة وسياحيّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق